إنّ سياسة الكيل بمكيالين في تصنيف الجماعات الإرهابية على القوائم الرسمية للأمم المتحدة قد تؤدي لتزايد حمّى النفور وَ التمرّد على الهيئات الدولية التي أضحت في نظر الكثيرين فاقدة للمصداقية في تعاملها مع بعض الجماعات و المليشيات المسلحة و الجيوش الموازية التي تمارس التقتيل و التعذيب و الابتزاز بالتجويع ناجحة في الإفلات من العقاب لأنها خارج دائرة نفوذ ترسانة القانون الدولي للمتابعات القضائية بل حتى فوقه.
في تصعيد خطير انتقلت تلك الجماعات المسلحة من الترهيب و التعذيب داخليًا إلى الإرهاب بالعدوان الصارخ على الدول و ذلك باستخدام صواريخ باليستية و مسيّرات مسلّحة هجومية غير موجودة عند بعض الجيوش النظامية…
تساؤلات مشروعة حول توقيت تلك الهجمات، أهدافها و من يقف وراء تلك الجماعات المسلحة…
المتتبّع للسياسة العدوانية لدول معروفة برعايتها للإرهاب تنظيرا و تمويلا و توجيها يُدرك تمام الادراك أنّ تلك الدول بغية الهيمنة قد غيّرت استراتيجيتها في زرع الرعب من الصناعة إلى المناولة، لخلق بؤر توتّر قصد إنشاء طوق الإرهاب و الخراب و ذلك عبر تفريخ جماعات مسلّحة و فرض سيطرة جيوش موازية لإضعاف الدول داخليا و توجيه سياستها خارجيا لمحاصرة دول المنطقة و إنهاكها أمنيًا و إقتصاديا لكسب الوقت لحين التمكن و السيطرة عسكريا عبر إمتلاك أسلحة الدمار الشامل و فرض سياسة الواقع فاللجوء إلى التفكيك عبر إذكاء النعرات المذهبية و القومية.…
إن تلك الجماعات تتحرّك وفق أجندة الدول الراعية، بغية الابتزاز، المقايضة و السيطرة على المفاوضات في ملفّات حسّاسة قد تعصف بالتوازنات و الأمن و السلم الدوليين…
لمواجهة تلك الهجمات الارهابية التي ترقى لإعلان حرب بالوكالة، يجب على الدول الفاعلة بلورة إستراتيجية فعّالة و خارطة طريق واضحة المعالم ترتكز على ثلاث محاور:
-الدفاع وَ الأمن
-الدبلوماسية
-الإعلام
التكامل بين المحاور الثلاث سيفرض الإيقاع على الدول المتردّدة و يميط اللثام عن جرائم الدول الراعية للإرهاب و التطرف, يعيد زمام المبادرة لدول الاعتدال وفق أجندة أكثر جرأة في التصدّي لحرب بالوكالة من خلال محاسبة العناصرالارهابية أينما كانت بتضييق الخناق عنها و تجفيف منابعها بقطع كافة أشكال التواصل بينها و بين الرعاة…
أولى الخطوات تكون بتفعيل العمل العربي عبر إنشاء محكمة العدل العربية تُعنى بمتابعة و محاكمة الجماعات الإرهابية…
سرحان سعدي
مؤسس و رئيس سطاس الدولية للدراسات الاستراتيجية
0 تعليق