02.03.2023

قمة مجموعة العشرين – الإستراتيجية الأمريكية الجديدة

31.01.2023

الإستراتيجية الغربية الجديدة في مواجهة التهديدات الروسية ببلقنة أوروبا: دعم هائل لأوكرانيا…

23.1.2023

الاستراتيجية الروسية لإعادة إنتاج نموذج “دونباس” في منطقة البلطيق

28.12.2022

خطة زيلينسكي للسلام والتعنت الروسي على استمرار الحرب والتصعيد …

10.6.2022

بوابة إفريقيا: الجزائر تملك المفاتيح الاقتصادية والأمنية…

المرحلة القادمة في صراع الهيمنة ستشهد معركة طاحنة بين كبرى القوى العالمية الثلاث، الولايات المتحدة الامريكية وتحت مظلتها الاتحاد الاوروربي و الحلف الاطلسي ومن جهة اخري روسيا وحليفتها الصين.
أفريقيا أرض كل الرغبات و مستقبل جّل التنمية العالمية، و سيسارع الجميع الى مدخلها في شمال أفريقيا.
الجزائر تملك جميع مفاتح الدخول الي افريقيا ٫المفاتيح الاقتصادية والمفاتيح الامنية.

لقد شكّل الغزو الروسي لأوكرانيا سابقة في تاريخ أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية، و عواقبه تعدّت الجوانب الامنية لتكشف مدى تبعيّة القارة للغاز و النفط الروسي.
تسعى الدول الاوروبية جاهدة بالوسائل المتاحة للتخلص بشكل دائم من إعتمادها على مصادر الطاقة الروسية.

الجزائر هي الممول الموثوق والمورد الامن الوحيد الذي يمكنه ان يورد اوروبا بفضل الاحتياطات الهائلة التي تحوزها إضافة لما تزخر به حقول الغاز النيجيرية.
سيشكّل مشروع أنبوب الغاز لربط حقول الغاز النيجيرية بالجزائر مرورا بالنيجر ثم إلى البر الإيطالي فسويسرا ثم ألمانيا و باقي دول اوروبا الشرقية، قفزة نوعية في التعاون شمال-جنوب و لانبالغ بوصفه “مشروع القرن” لنهضة أفريقية و تنمية رائدة ستعود بالنفع على دول ضفتي البحر المتوسط، يضاف إليه مشروع إنتاج الطاقات المتجددة و ربطها بكوابل بحرية عبر إيطاليا لتزويد أوروبا بالكهرباء، دون أن ننسى طريق الوحدة الافريقية و تعزيز المبادلات التجارية…
تمتلك الجزائر ثاني او ثالث اكبر الاحتياطات العالمية من الغاز الصخري في العالم، والقيادة الجزائرية منذ مدة و وفق إستراتيجية بناء اقتصاد قوي يليق بمكانة الجزائر الاستراتيجية، تخطط للحصول علي التكنولوجيا اللازمة لاستغلال الغاز الصخري بإرساء شراكة حقيقية مع الدولة الوحيدة المتفوقة في هذا المجال و هي الولايات المتحدة الامريكية، على المدى المتوسط بالتعاقد مع كبري الشركات العالمية كشيفرون للتنقيب علي الغاز الصخري في الجزائر و البداية بحقول تجريبية من شأنه أن يتيح للجزائر التحصل على التكنولوجيات فالتحكم فيها و على المدي الطويل يمكنها توريد اوروبا بالغاز الجزائري المنتج محليا و كذلك الغاز النيجيري الذي سيمر حصريا عبر النيجر ثم الجزائر فايطاليا.

أهمية الجزائر و كونها الاستثناء أفريقيا يكمن كذلك في البعد الأمني و أنّ الاخيرة عبر سياستها الخارجية ناكرة للذات و ليس لها مطامع، الا حل النزاعات بما يتوافق مع سيادة الدول و تطلعات شعوبها في جميع ربوع القارة الافريقية، الجزائر هي الدولة المحورية الوحيدة التي تتمتع بمزايا اقتصادية و خطوط تواصل تجارية افريقية وخبرات امنية متميزة و إحترافية جيش يجعلها ضامن للسلم و الامن.
إما في ليبيا بالتاكيد على وحدتها و نبذ جميع التدخلات الاجنبية و الاصرار على خروج جميع المرتزقة للعودة للشرعية و كذلك في مالي عبر اتفاق الجزائر الجامع بين جماعة الازواد في الشمال والحكومة المركزية في باماكو، والضامن الوحيد لاستقرار منطقة الساحل هو تولي دول المنطقة إستتباب الامن عبر الحوار و التنمية المحلية و تجفيف منابع التطرف و الارهاب عبر خطاب ديني معتدل و تجريم الفدية و تجارة المخدرات كمصادر تمويل الارهاب.
منطقة الساحل صارت منطقة نزاع وتشابك بين القوي المتناحرة، فروسيا ارسلت مرتزقة فاغنر إلي مالي و الصين تسعى عبر القروض و الاستثمارات الاستحواذ على افريقيا، اما الولايات المتحدة الامريكية تهتم باستقرار المنطقة للحيلولة دون تفريخ الجماعات الارهابية التي يمكنها ان تضرب اوروبا ومناطق اخري في العالم .

فالجزاير هي مفتاح بوابة افريقيا و التنمية الأفريقية، وفق قاعدة رابح-رابح.
سترسى دعائم شراكة جزائرية أمريكية لن تضر بالاتفاقات الاستراتيجية مع روسيا من ناحية التموين بالعتاد العسكري او مع الصين اعبر استثمارات إقتصادية تدخل في صلب طريق الحرير .
الجزائر مفتاح الحل افريقيا للاستقرار، و نعتقد ان قيادتها صارت تفكر مليا في إيجاد الصيغة المناسبة للتوازن بين القوي العالمية الثلاث وفقًا لمصالح القارة الافريقية.
أفريقيا ستكون نقطة بداية كبرى التحولات العالمية و البداية بإعادة بعث محور الجزائر-روما، تكون فيه الجزائر بوابة أفريقيا و إيطاليا بوابة أوروبا بتزكية و مباركة أمريكية…

سرحان سعدي
مؤسس و رئيس
سطاس الدولية للدراسات الاستراتيجية

30.3.2022

الغزو الروسي لأوكرانيا واستراتيجية ربح الوقت بالمفاوضات…

25.3.2022

الدفاع الاوروبي المشترك ضمن استراتيجية الحلف الاطلسي لمجابهة النزعة التوسعية الروسية…

22.3.2022

غزو ​​أوكرانيا وأضراره الجانبية:

إحياء شياطين الفاشية والكراهية العرقية والدينية …

مع مرور كل يوم ، ندرك المزيد عن الأضرار الجانبية للغزو الروسي لأوكرانيا.

إنّ التصعيد الروسي يأخذ منحى تصاعدي خطير في المساومة فالبداية كانت بالطاقة ثم استخدام الأسلحة النووية فالمجاعة العالمية و لو بالتلميح و الايحاء تتجاوز روسيا حدود العقلانية في ابتزازها للغرب.

يدعي الغزو الروسي أنه يريد “تنظيف” أوكرانيا من النازية، لكنه في ذات الوقت يغذي الفاشية ويؤجج نار التطهير العرقي والكراهية الدينية في منطقة البلقان.

أصبح التعايش بين الطوائف في كوسوفو والبوسنة على المحك بفضل الدعم الروسي للمتطرفين في هذه المنطقة ذات التوتر الشديد والتي شهدت مذابح وإبادة جماعية ضد الألبان والبوسنيين من جميع الأديان مسلمين أو كاثوليك باسم التفوق العرقي و الديني.

إن لعبة موسكو الخطيرة للغاية التي تريد ممارسة ضغوط شديدة على حلف الناتو والاتحاد الأوروبي من خلال إعادة تنشيط أمراء الحرب و إضعاف السلام بين الصرب والألبان والبوسنيين والكروات يمكن أن تغرق القارة في دوامة غير مسبوقة من العنف والكراهية.

هذا التصعيد في برميل بارود، شهد في يوم من الأيام ولادة الحرب العالمية الأولى، يجعل العالم الحر أمام تحدٍ بشأن الحاجة إلى وحدة مقدسة في مواجهة شياطين الفاشية لوضع حد لهذه المؤامرة التوسعية التي يمكن في حالة نجاحها أن تعصف و تنسف كل أسس السلام الهشة أصلًا…

سرحان سعدي
مؤسس و رئيس
سطاس الدولية للدراسات الاستراتيجية

17.3.2022

روسيا- الصين و إستراتيجية “فرّق تسد”

المتتبّع لسلسلة التسريبات حول مزاعم معرفة الصين بالغزو الروسي قبل وقوعه، ثمّ محاولة تقديمها دعما اقتصاديا و تقنيا عسكريا لروسيا، يُدرك تمام الادراك أنّها و إن لم تكن موثقة و بلا دليل تتقاطع مع شبهات ترقى من الشك الى اليقين…

رغم حرص روسيا و الصين إعطاء صورة نمطية لمصير مشترك، فإنّنا نجد لهما اختلافات حول كثير من الملفات فعلى سبيل المثال تؤيد إحدهما الهند بينما على النقيض تؤيد الاخرى باكستان، فإن الحلف الروسي الصيني تأسّس على عقد و ميثاق واحد و هو مجابهة الولايات المتحدة.

و لكن هل سيصمد هذا الحلف امام رهانات المصالح التجارية العالمية؟

تجمع بين القوّتين مصالح إقتصادية تعوّل عليها روسيا لجعل الصين تدافع عن الاخطاء الاستراتيجية الروسية مهما كثرت و أخرها غزو أوكرانيا، فالصين في مفترق الطرق و تجد نفسها مكرهة بين المطرقة الروسية التي ترتبط معها بعقود تزويد بالطاقة تمتد لثلاثين سنة، و سندان العلاقات و المبادلات التجارية مع اوروبا و الولايات المتحدة و التي تقارب ثلثي التجارة الخارجية الصينية، لذلك نجدها متردّدة في اتخاذ موقف صريح من الغزو الروسيي لأوكرانيا.

القيادة الصينية تعيش صراعا داخليا بين العاطفة و العقل، فالعاطفة تقودها لدعم روسيا و حتى محاولة احداث شرخ في معسكر الحلف الاطلسي عبر الفصل بين الاتحاد الاوربي و الولايات المتحدة الامريكية من خلال محاولة إستقطاب فرنسا و ألمانيا و تحريضهما على التمرّد على الخط الامريكي ما أكّدته التصريحات الصينية الاخيرة حول هشاشة المنظومة الامنية الاوروبية، أمّا العقل فيوّجه الصين لِتوخي الحذر و التفكير مليا في مصالحها التجارية مع اوروبا و الولايات المتحدة الامريكية، و تحديد نتيجة هذا الصراع الداخلي الصين بين العاطفة و العقل فسترجّحه براغماتية المصالح…الصينية…

سرحان سعدي
مؤسس و رئيس
سطاس الدولية للدراسات الاستراتيجية

13.3.2022

الاتحاد الأوربي و إستراتيجية فّك الارتباط الطاقوي مع روسيا

إنّ إجتياح روسيا لأوكرانيا و الحرب التي بدأت عسكريا بإنتهاك أولى قوافل الجيش الروسي لسيادة الاراضي الاوكرانية بغية السيطرة التامة على جميع المنافذ البرية و البحرية و كذلك محطات توليد الطاقة النوويّة مع تفادي استهداف خطوط نقل الغاز الروسي لأوروبا، كانت القطرة التي افاضت كأس المخاوف و التوجسات الاوربية من تبعيّة تكاد تكون شبه كليّة لامدادات الطاقة الروسية.
سلسلة العقوبات الاقتصادية و قائمتها التي تتوسّع يومّيا و التي اأصبحت بعد إصرار الولايات المتحدة الامريكية تطال أهّم موارد الاقتصاد الروسي و هما النفط و الغاز لكبح جماح النزعة التوسعية لروسيا و هزيمتها عسكريا في حرب تدور رحاها في أهّم مناطق عبور الغاز و إنتاج الحبوب في العالم.
التصعيدات الخطيرة على المستوى الدولي بعد التلويح باستخدام الاسلحة النووية ثم التهديد بمجاعة عالمية إن لم تتنازل المجموعة الدولية أمام الخرق الصارخ للقانون الدولي و إنعكاساته على أمن الامدادات الطاقوية لأوروبا جعل الاخيرة تقرّر فك جميع الروابط الاقتصادية، التجارية و الطاقوية مع روسيا مُجبرة هي على مراحل زمنية محدّدة وفق الاولويات و الإمكانيات.
على المدى القصير، المتوسط فالطويل على الاتحاد الاوربي إتخاذ إجراءات احترازية للتمكّن تدريجيا من تعويض النفط و خاصة الغاز الروسي ببدائل أكثر وثوقا و أمانًا.
هنا تبرز أهميّة دول الخليج و جنوب الحوض المتوسط كموردين أبانوا على ثقة و مصداقية عبر الزمن و الازمات التي مرت بهما سوق الطاقة.
بالنسبة للنفط المملكة العربية السعودية و دولة الامارات العربية المتحدة و دولة الكويت يمكنهم تعويض النفط الروسي، و هنا تبرز أهميّة رد الاعتبار و احترام تلك الدول كحلفاء مع مراعاة هواجسها الامنية في منطقة الخليج العربي اتجاه التهديدات و التدخلات الايرانية عبر مناولتها للارهاب و عمليات زعزعة الاستقرار.
فخلافا لما يعتقده الكثيرون من ان بوسع ايران تامين حاجات الطاقة الاوربية، نرى أن مجرد التفكير فيها كحل يعتبر خطيئة إستراتيجية، فهي دولة ابانت على عدوانية ايديولوجية و ممارسة الابتزاز كسياسة توسعية، و ظهر ذلك جليا من خلال المفاوضات حول العقد النووي، تلك المفاوضات التي ما زالت تراوح مكانها، و حتى إن تم الاتفاق حولها فسيبقى رهين التغييرات السياسية بالولايات المتحدة الامريكية، سواءا بالبيت الابيض أو الكونغرس، لذلك الاعتماد على ايران كمورد للطاقة يعتبر رهانا و تحديا محفوف المخاطر، إذ قد يعيد أوروبا لنقطة الصفر و يعيق إنعتاقها من التبعية لروسيا.

فمرحليا على الاتحاد الاوربي و سويسرا و بريطانيا إتخاذ الاجراءات التالية:
النفط
– تعويض النفط الروسي بنفط دول الخليج العربي.
الغاز
– المدى القصير: التزوّد بالغاز المسال من الولايات المتحدة الامريكية.
– المدى المتوسّط: إعادة بعث مشاريع أنابيب الغاز من جنوب الحوض المتوسط، و هنا تبرز اهمية وصل حقول الغاز النيجيرية بالبر الاوروبي عن طريق مشروعي نيجال و غالزي اللذان سيضمنان تزويد اوروبا بالغاز عبر خط نيجيريا- النيجر- الجزائر فايطاليا، و منه لباقي الدول و على راسها سويسرا فالمانيا و دول شرق أوروبا، لنجاح المشروع يجب إضفاء شراكة استراتيجية سياسية إقتصادية و امنية وفق صيغة رابح-رابح لاستمالة دول جنوب حوض المتوسط و الحيلولة دون سيطرة محور موسكو-بيجين على منطقة الساحل.
– المدى الطويل: بعث خطة شاملة لتطوير الطاقات المتجددة محليا و إعادة بعث مشروع ديزيرتيك لانتاج الطاقة الشمسية بالصحراء الكبرى شمال أفريقيا.
الاهمية الاستراتيجية لتلك المشاريع تتعدى الجوانب الاقتصادية و التجارية لاضفاء شراكة حقيقية و مصير مشترك لدول حوض المتوسط و الخليج العربي ستؤثر إيجابيا بل تعجّل لحل أزمات تراوح مكانها منذ ازيد من عقد و على رأسها ليبيا و مالي.
الاستثمار في الطاقة و كذلك الدفاع سيخفف من وطأة الانكماش و الانحسار الاقتصادي الناجم عن ارتفاع المواد الاولية، و سيفتح صفحة جديدة في تاريخ علاقات شمال-جنوب و يبعد شبح سيطرة القوى التوسعية عن المناطق الاستراتيجية الخليج العربي و أفريقيا…
سرحان سعدي
مؤسس و رئيس
سطاس الدولية للدراسات الاستراتيجية

6.3.2022

الغزو الروسي لأوكرانيا
الجوانب العسكرية و الدبلوماسية و الإنسانية و الاستراتيجية.

2.3.2022

أبرز المحطّات في صناعة قرار غزو أوكرانيا

أبرز المحطّات في صناعة قرار غزو أوكرانيا

الغزو الروسي لأوكرانيا أعاد للأذهان مأسي مرّت على القارة العجوز خلال الحربين العالميتين الاولى و الثانية، و المقارنة اللاإرادية و الطبيعية للغزو الالماني لبولونيا و ما أعقبه من حملات عدائية نازية على مجمل الدول الاوربية أدخلت القارة بل العالم في دوامة قتل و ترهيب و تجويع و تهجير للملايين من المدنيين…

غير ملومٍ من يُبالغ في المقارنة بين الحدثين، غزو بولونيا عام 1939 و غزو أوكرانيا عام 2022, مهما تعدّدت المسوّغات و التبريرات فإن غزو دولة اوربية لجارتها يعتبر خطيئة و سابقة خطيرة تنذر بإشعال فتيل حرب شاملة تأتي على الاخضر و اليابس و قد تتعدى حدود القارة لتداخل المصالح الجيوستراتيجية و كثرة بؤر التوتر في العالم ما يدفع لحرب شاملة، بدأت إقتصادية و قد تتحول الى عسكرية…

نفس السيناريو يتكرر، و كمثيله فتيل الحرب العالمية الثانية، سبق الغزو الروسي لاوكرانيا إرهاصات و إشارات فُهمت خطأً أنّها ضعف للولايات المتحدة الامريكية التي ستقبل بفرض روسيا لواقع خارج القانون و الاعراف الدولية…
تسلسل أحداث قد بدت حينها عابرة و احيانا غير مرتبطة بالحدث و لكنها كانت مقدمّات لقراءات جيوسياسية و إقتصادية خاطئة من الجانب الروسي افضت لمحصلة جميع المخاوف: التلويح و التلميح و لو بالإيحاء بإستخدام الاسلحة النووية.
– 11.2020 الانتخابات الامريكية
– 07.2021 لقاء القمة الامريكية الروسية بجنيف
– 08.2021 الانسحاب الامريكي من أفغانستان.
– 11.2021 صفقة الغواصات الأسترالية.
– 2022-2021 الانتخابات التشريعية الالمانية، الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوربي.
– 02.2022 لقاء القمة الصينية الروسية.

إنّ حالة الانقسام الحاد التي تمخضت عنها الانتخابات الرئاسية الامريكية التي أجريت تزامنا مع تفشي جائحة كورونا، قُرئت خطأً كعامل ضعف للادارة الجديدة بالبيت الابيض داخليا و بالمحصلة القرار الامريكي دوليا، اعقبه لقاء القمة الامريكية الروسية بجنيف السويسرية كإشارة لهيمنة القطبية الثنائية على العالم، استفادت منه روسيا بعودة قويّة للمحافل الدولية اوهمتها لاحقا أن الولايات المتحدة الامريكية ستركّز على الصين منافسها الاقتصادي على الاسواق العالمية كهدف على المدى المتوسط و الطويل، خاصة مع تعاظم قوّة الردع العسكرية الصينية و تشعب تجارتها الدولية حيث اضحت معظم دول العالم مرتبطة عضويا بالاقتصاد الصيني، ما أكّد تلك الهواجس هو إنسحاب القوات الامريكية من أفغانستان و تلاه صفقة القرن الثلاثية بين الولايات المتحدة الامريكية-بريطانيا-أستراليا تُتيح للأخيرة الحصول على أخر تكنولوجيات غواصات تعمل بالطاقة نووية، الخطوة فهمت من طرف الصين كمؤشر تنفيذ خطة محكمة لمحاصرتها، قابلتها بتقوية محور بيجين-موسكو الذي بلغ ذروته الاقتصادية عام 2014 بالامضاء على عقد توريد على مدار ثلاثين عاما بقيمة 400 مليار دولار امريكي التوقيت جاء مباشرة بعد غزو شبه جزيرة القرم و ضمها لروسيا الاتحادية، و تبعه عقد بقيمة 118 مليار دولار امريكي في فبراير 2021 قبل غزو اوكرانيا، توجّته القمة الصينية الروسية على هامش افتتاح بيجين للالعاب الاولمبية الشتوية، العقد أو بالاحرى الحلف ابدى مضمون نوايا تعاونه المشترك الذي نختصره في البيان المقتضب و عبارة “لا توجد أرضية ممنوعة لتعاوننا”…
كل تلك الاحداث ليست بمعزل عن تسارع التحوّلات السياسية بأوروبا خاصة محركها محور برلين-باريس الذي شهد تغيّرات جذرية في القوة الاقتصادية الاوربية بانتخابات برلمانية طوت صفحت المستشارة انجيلا ميركل و افضت نتائجها على تحالف ثلاثي هو الاول من نوعه في تاريخ المانيا الحديثة جمع بين أحزاب اليسار الوسط-الخضر- الليبرالين في توليفة معقدة اخذت اسابيع لترى الحكومة الجديدة النور مع التاكيد على المضي قدما في الانتقال الطاقوي و الطاقات المتجددة و التخلي النهائي عن الطاقة النووية، ما يجعل المانيا في الوقت الراهن اكثر تبعية لموسكو التي تمدها بالغاز، حالة التململ السياسي التي تشهدها المانيا قابلتها حالة ترقب في القوّة السياسة الاوربية و الانتخابات الرئاسية المزمع إجرائها في فرنسا بداية شهر أبريل 2022, مع تولي الاخيرة رئاسة الاتحاد الأوربي لمدة ستة اشهر بداية جانفي من نفس السنة, فرنسا حاملة لواء الدفاع الاوربي المشترك، الحلم الذي طالما دافعت عنه و لم يتحقق، حان وقت بلورته كمعزّز لحلف شمال الاطلسي، ما قد يعطي مساحة للولايات المتحدة لمحاصرة الصين و تبديد مخاوف دول جنوب شرق اسيا حول تعاظم نفوذ الاخيرة و إمكانية اجتياحها لجزيرة تايوان…
روسيا أخطأت تقدير صلابة الولايات المتحدة الامريكية و نفوذها و حنكة قيادتها السياسية بالبيت الابيض، فهي تملك رصيد يمتد لعقود، و مخطط استشراف و استباقية يسهّل عليها التأقلم مع طبيعة المستجدات…
ما يشهده العالم اليوم من تسارع الاحداث هو توطئة لتحوّلات جذرية تُنبأ بتغيير أليات العمل الدولي المشترك، و كما أنشأت هيئة الامم المتحدة على أنقاض عصبة الأمم، ربما سنشهد ميلاد ألية أو أكثر للعمل الأممي…

سرحان سعدي
رئيس و مؤسس سطاس الدولية للدراسات الإستراتيجية

2.3.2022

مفاتيح الهيمنة و السيادة

العاطفة و العقل يشكلان ركيزتين أساسيتين في بناء الدول، فلهما الدورالاساسي في التاثير على سلوك الدول و قراراتها حال السلم وَ الحرب…
فيكونان حاضرين ساعة حسم المواقف و يُشاركان في إتخاذ التدابير و صياغة أليات تنفيذها، مع وجود صراع محتدم بينهما خلال تسيير الازمات…
كثيرا ما تُواجه الدول صراعا داخليا بين العقل و العاطفة، و غالبا ما ينتج عن هذا الصراع قرارات مصيرية قد تؤدي بها إما إلى الانتصار و تحقيق الهيمنة، أو الفشل و الهزيمة.
و هنا يظهر دور كل من العقل و العاطفة في تحديد نتيجة هذا الصراع الذي ترجّحه دوما براغماتية المصالح…

سرحان سعدي
رئيس و مؤسس
سطاس الدولية للدراسات الاستراتيجية

29.1.2022

صناعة الإرهاب و إستراتيجية المناولة…

إنّ سياسة الكيل بمكيالين في تصنيف الجماعات الإرهابية على القوائم الرسمية للأمم المتحدة قد تؤدي لتزايد حمّى النفور وَ التمرّد على الهيئات الدولية التي أضحت في نظر الكثيرين فاقدة للمصداقية في تعاملها مع بعض الجماعات و المليشيات المسلحة و الجيوش الموازية التي تمارس التقتيل و التعذيب و الابتزاز بالتجويع ناجحة في الإفلات من العقاب لأنها خارج دائرة نفوذ ترسانة القانون الدولي للمتابعات القضائية بل حتى فوقه.

في تصعيد خطير انتقلت تلك الجماعات المسلحة من الترهيب و التعذيب داخليًا إلى الإرهاب بالعدوان الصارخ على الدول و ذلك باستخدام صواريخ باليستية و مسيّرات مسلّحة هجومية غير موجودة عند بعض الجيوش النظامية…

تساؤلات مشروعة حول توقيت تلك الهجمات، أهدافها و من يقف وراء تلك الجماعات المسلحة…

المتتبّع للسياسة العدوانية لدول معروفة برعايتها للإرهاب تنظيرا و تمويلا و توجيها يُدرك تمام الادراك أنّ تلك الدول بغية الهيمنة قد غيّرت استراتيجيتها في زرع الرعب من الصناعة إلى المناولة، لخلق بؤر توتّر قصد إنشاء طوق الإرهاب و الخراب و ذلك عبر تفريخ جماعات مسلّحة و فرض سيطرة جيوش موازية لإضعاف الدول داخليا و توجيه سياستها خارجيا لمحاصرة دول المنطقة و إنهاكها أمنيًا و إقتصاديا لكسب الوقت لحين التمكن و السيطرة عسكريا عبر إمتلاك أسلحة الدمار الشامل و فرض سياسة الواقع فاللجوء إلى التفكيك عبر إذكاء النعرات المذهبية و القومية.…

إن تلك الجماعات تتحرّك وفق أجندة الدول الراعية، بغية الابتزاز، المقايضة و السيطرة على المفاوضات في ملفّات حسّاسة قد تعصف بالتوازنات و الأمن و السلم الدوليين…

 لمواجهة تلك الهجمات الارهابية التي ترقى لإعلان حرب بالوكالة، يجب على الدول الفاعلة بلورة إستراتيجية فعّالة و خارطة طريق واضحة المعالم ترتكز على ثلاث محاور:

-الدفاع وَ الأمن 

-الدبلوماسية 

-الإعلام

التكامل بين المحاور الثلاث سيفرض الإيقاع على الدول المتردّدة و يميط اللثام عن جرائم الدول الراعية للإرهاب و التطرف, يعيد زمام المبادرة لدول الاعتدال وفق أجندة أكثر جرأة في التصدّي لحرب بالوكالة من خلال محاسبة العناصرالارهابية أينما كانت بتضييق الخناق عنها و تجفيف منابعها بقطع كافة أشكال التواصل بينها و بين الرعاة…

أولى الخطوات تكون بتفعيل العمل العربي عبر إنشاء محكمة العدل العربية تُعنى بمتابعة و محاكمة الجماعات الإرهابية…

سرحان سعدي

مؤسس و رئيس سطاس الدولية للدراسات الاستراتيجية